دعت دولة الإمارات مجلس الأمن الدولي لإيلاء أقصى قدر من الاهتمام لأي طفلٍ متضررٍ من النزاعات، ولأي نزاعٍ يؤثر على الأطفال.
وفي بيان للدولة بالمجلس أمس، حول «الأطفال والنزاعات المسلحة: منع الانتهاكات الجسيمة»، ركزت غسق شاهين المنسق السياسي في بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة «على الواقع غير المقبول الذي يعاني منه الأطفال في منطقتنا بسبب حالات النزاع».
وقالت: «كما أفادت تقارير اليونيسف، قتل 580 طفلاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها جراء النزاعات أو العنف في عام 2022، كما يحتاج حوالي 50 مليون طفل في المنطقة إلى تلقي المساعدات الإنسانية، فضلاً عن نزوح وتشريد ما يزيد على 13 مليون طفل».
وأوضحت شاهين أن القرار 2427 لعام 2018، شكل خطوة بالغة الأهمية من حيث تحديد نهج وقائي لجدول أعمال حماية الأطفال، بما في ذلك من خلال تطوير شراكات ضمن منظومة الأمم المتحدة، داعية لإعادة تركيز الجهود حول هذه المسألة، بالتركيز على ثلاثة عناصر ينبغي «أن تسترشد بها شراكاتنا في مجال الوقاية».
الأولوية للتعليم
وأضافت «أولاً، يجب إعطاء الأولوية للتعليم والاستثمار فيه باعتباره إحدى وسائل الوقاية، حيث يسهم في تمكين أجيال المستقبل وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بينهم، كما يحمي الأطفال من التجنيد والوقوع في براثن التعصب والكراهية التي تؤجج النزاعات». وشددت على ضرورة المساواة في الحصول على التعليم وحماية الأماكن المخصصة له كما يكفلها القانون الدولي.
واستشهدت شاهين بواقع التعليم في عدد من المناطق، وقالت إنه «في أفغانستان حرمت الفتيات من حقهن الأساسي في التعليم للأسف، وفي اليمن يواصل الحوثيون استخدام المخيمات الصيفية لتلقين الأطفال مبادئهم المتطرفة وتجنيدهم، في انتهاك لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي وخطة العمل التي وقعوها مع الأمم المتحدة»، وأوضحت أنه لا يجب مطلقاً استخدام المدارس وغيرها من المؤسسات التعليمية والتربوية لنشر التطرف، بل يجب أن تكون بمثابة ملاذٍ آمن يوفر التعليم والرعاية والفرص للأطفال. لذلك أكدت دعوة الإمارات «الأطراف في النزاعات إلى الامتثال بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان الحق في التعليم وحمايته واحترامه وتعزيزه».
وشددت في العنصر الثاني على أنه يجب على الدول الأعضاء تبادل الخبرات لإعادة تأهيل وإدماج الأطفال وإرجاعهم لأسرهم وأوطانهم، إلى جانب تقديم المساعدة الفنية والمالية اللازمة، إذ تسبب الحروب أضراراً جسيمة وطويلة الأمد على الصحة البدنية والنفسية للفتيان والفتيات، الأمر الذي يتطلب العمل على برامج شاملة لإعادة إدماجهم.
نهج وقائي
وأكدت غسق شاهين ترحيب الإمارات بالجهود المبذولة لإعادة بعض الأطفال إلى أوطانهِم، وتشجيعها الدول التي اتخذت هذه الخطوات على مشاركة أفضل ممارساتها لتحفيز الدول الأخرى على اتخاذ مبادرات ومساع مماثلة.
ثالثاً وأخيراً، شددت الإمارات على الإجراءات المنسقة المتعلقة بنزع الألغام، واتباع نهج وقائي، إذ إن تهديدات الألغام تستمِر حتى خلال أوقات الهدنة وما بعد انتهاء النزاعات، ويتعرض الأطفال للقتل والتشويه بسبب الألغام الأرضية، بما في ذلك منطقتنا. ومن هذا المنطلق، شاركت الإمارات على مدار السنوات الماضية في تمويل مشاريع لإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب، بما في ذلك في أفغانستان ولبنان واليمن، وسنواصل دعم هذه الجهود والتوعية بمخاطر الألغام.